Telegram Group & Telegram Channel
احذر من القصور في تصور حرب غزة

‏قضية فلسطين هي قضية المسلمين جميعًا، وليست قضية إقليمية أو وطنية خاصة بالفلسطينيين أو بأهل غزة، فوجوب إخراج العدو الصهيوني وطرده من فلسطين، وتطهير مقدسات المسلمين من رجزه، ووقف عدوانه على المسلمين في غزة والضفة ليس حكمًا خاصًّا بالفلسطينيين، بل هو على الدول الإسلامية أوجب منه على الفلسطينيين، لقدرة الدول وتنوع إمكانياتها وعجز الفلسطينيين.

‏فكل اعتداء على الفلسطينيين في غزة والضفة فهو اعتداء على المسلمين ودولهم، لأن المسلمين أمة واحدة، وهم يدٌ على من سواهم.

‏وكل من أغفل هذا التصور الشرعي، وَحَصَر القضية بالفلسطينيين: سلّط لسانه على الفصائل المجاهدة، وألقى باللائمة عليها فيما يجري في غزة على أيدي الصهاينة المجرمين، وكأن الدول الإسلامية غير معنية بما يجري في فلسطين، وليس من واجباتها الشرعية الذب عن الفلسطينيين والدفاع عنهم والانتصار لهم، حيث صار الحكم في المسألة عند هؤلاء مقتصرًا على الفلسطينيين، بمعزل عن ربط قضيتهم بالمسلمين ودولهم، وهذا جهل كبير، بل هدمٌ لأصول الدين وثوابته، وخروج عن النصوص والإجماع

‏يؤكد هذا الأمر، وهو جهلهم في تصور المسألة التصور الشرعي الصحيح، أنك لا ترى أحدًا من منظري هذا الفكر الجديد يُلقي باللائمة على الدول الإسلامية قط، لا المتاخمة لحدود لفلسطين والمجاورة لها، ولا البعيدة عنها
‏فإني لم أسمع أحدًا من هؤلاء يحث الدول الإسلامية ويوجب عليها التدخل بحزم وقوة وجدٍّ لوقف العدوان، فضلًا عمن يلومها على تفريطها، وأبعد منه من يأثِّمُها بتقصيرها وتخاذلها، على نحو ما كان يفعله العلماء الربانيون كابن باز والألباني والعثيمين، فضلًا عمن سبقهم

‏وهذا التخاذل لا يحتاج إلى عناء وكبير بحث لإثباته، فإن أقل مظاهره: عجز الدول الإسلامية المطبّعة مع الكيان المحتل حتى عن التهديد بالانسحاب من معاهدات التطبيع إذا لم يوقف الكيان المحتل عدوانه.

‏تخاذل، وتقاعس، وإثم عظيم، وجريمة كبرى.

‏مع أنَّ الأمر في الواقع أبعد من ذلك، فإنَّ بعض الدول الإسلامية الكبيرة تمدُّ الكيان الغاصب المعتدي بالمُؤن والطعام والوقود على ما هو معلوم ومُعلن، واتُّخذت أجواء بعضها وأرضها وبحرها ممرًا لعبور قوافل الإمداد للكيان الصهيوني، في الوقت الذي يضرب الصهاينة حصارًا خانقًا على قطاع غزة لتجويع القطاع وإخضاعه، بل من هذه الدول من تساهم مساهمة فعالة في الحصار المخنوق على أهل غزة.

‏وحتى هذا التواطؤ الواقع من هذه الدول لا تجد من هؤلاء الدعاة من ينكره، أو يحذر منه، ويُبيّن حكمه، بل يصمُّون آذانهم عنه، ويُعمون أبصارهم، بل سلك بعضهم مسلك التبرير لهذا التواطؤ، والاعتذار لهذه الجريمة النكراء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

‏فالنكبة التي حلّت بأهل غزة، والقتل والتجويع الذي وقع بهم، سببه تخاذل الدول الإسلامية عن قيامها بالواجب، وتركها ما يجب عليها من النصرة والإعانة، حتى إنَّ مواقف بعض الدول الغربية، كجنوب إفريقيا وغيرها، كانت أشرف وأقوى سعيًا لوقف العدوان من مواقف كثير من الدول الإسلامية.

‏فلا تقل: لماذا أقدمت الفصائل على معركة طوفان الأقصى؟

‏ولكن قل: لماذا تركت الدول الإسلامية الواجب المتعيّن عليها في نصرة أهل غزة، ونجدتهم، لأن الاعتداء لم يقع على أهل غزة وحدهم، بل وقع على جميع المسلمين، فإن المسلمين أمة واحدة، فأهل غزة هم المسلمون، والمسلمون هم أهل غزة، هم جسد واحدٌ، وأمة واحدة، وقضية واحدة، والاعتداء واقعٌ على الجميع، والجهاد منوط بالجميع.

‏عجيب أمر هؤلاء، يُلقون باللائمة على المستضعف المحاصر المخنوق منذ 15 سنة، ممن يُسام سوء العذاب، ويتركون لوم القوي القادر التارك لما يجب عليه!

‏الدول الإسلامية كان يجب عليها ابتداء فك الحصار المضروب على قطاع غزة منذ 15 سنة، فضلًا عن إيجاب إعانتهم في حربهم الآن، وتعيّن نجدتهم لوقف العدوان.
‏فإذا كان فك الحصار واجبًا على الدول الإسلامية قبل نشوب الحرب، كيف وإذ نشبت الحرب واشتد الحصار؟
‏لا شك أن إيجابه بعد نشوب الحرب من باب أولى.

‏لكن بدلًا من قيام الدول بهذا الواجب قبل الحرب وبعدها، ترى كثيرًا يسابق الزمن للتطبيع مع الكيان المحتل الغاصب، ليس على وجه العزة والمنعة والقوة، بل على وجه الخنوع والخضوع والذلة

‏وهذا التنظير الجديد لهؤلاء الدعاة، هو من آثار وإفرازات الدعوة الوطنية والقومية التي أُدخلت على كثير من دعاة المنهج الجديد، وفُرضت عليهم، رغبة ورهبة، خوفًا وطمعًا. فإنها مزقت أوصال الأخوة الإسلامية، وصيّرت الواجبات الشرعية، وتحقيق المقاصد الكلية، محصورًا في حدود الدول، وأهملت رابطة الأخوة الإسلامية، التي هي فوق كل رابطة.



tg-me.com/Aboutk/36554
Create:
Last Update:

احذر من القصور في تصور حرب غزة

‏قضية فلسطين هي قضية المسلمين جميعًا، وليست قضية إقليمية أو وطنية خاصة بالفلسطينيين أو بأهل غزة، فوجوب إخراج العدو الصهيوني وطرده من فلسطين، وتطهير مقدسات المسلمين من رجزه، ووقف عدوانه على المسلمين في غزة والضفة ليس حكمًا خاصًّا بالفلسطينيين، بل هو على الدول الإسلامية أوجب منه على الفلسطينيين، لقدرة الدول وتنوع إمكانياتها وعجز الفلسطينيين.

‏فكل اعتداء على الفلسطينيين في غزة والضفة فهو اعتداء على المسلمين ودولهم، لأن المسلمين أمة واحدة، وهم يدٌ على من سواهم.

‏وكل من أغفل هذا التصور الشرعي، وَحَصَر القضية بالفلسطينيين: سلّط لسانه على الفصائل المجاهدة، وألقى باللائمة عليها فيما يجري في غزة على أيدي الصهاينة المجرمين، وكأن الدول الإسلامية غير معنية بما يجري في فلسطين، وليس من واجباتها الشرعية الذب عن الفلسطينيين والدفاع عنهم والانتصار لهم، حيث صار الحكم في المسألة عند هؤلاء مقتصرًا على الفلسطينيين، بمعزل عن ربط قضيتهم بالمسلمين ودولهم، وهذا جهل كبير، بل هدمٌ لأصول الدين وثوابته، وخروج عن النصوص والإجماع

‏يؤكد هذا الأمر، وهو جهلهم في تصور المسألة التصور الشرعي الصحيح، أنك لا ترى أحدًا من منظري هذا الفكر الجديد يُلقي باللائمة على الدول الإسلامية قط، لا المتاخمة لحدود لفلسطين والمجاورة لها، ولا البعيدة عنها
‏فإني لم أسمع أحدًا من هؤلاء يحث الدول الإسلامية ويوجب عليها التدخل بحزم وقوة وجدٍّ لوقف العدوان، فضلًا عمن يلومها على تفريطها، وأبعد منه من يأثِّمُها بتقصيرها وتخاذلها، على نحو ما كان يفعله العلماء الربانيون كابن باز والألباني والعثيمين، فضلًا عمن سبقهم

‏وهذا التخاذل لا يحتاج إلى عناء وكبير بحث لإثباته، فإن أقل مظاهره: عجز الدول الإسلامية المطبّعة مع الكيان المحتل حتى عن التهديد بالانسحاب من معاهدات التطبيع إذا لم يوقف الكيان المحتل عدوانه.

‏تخاذل، وتقاعس، وإثم عظيم، وجريمة كبرى.

‏مع أنَّ الأمر في الواقع أبعد من ذلك، فإنَّ بعض الدول الإسلامية الكبيرة تمدُّ الكيان الغاصب المعتدي بالمُؤن والطعام والوقود على ما هو معلوم ومُعلن، واتُّخذت أجواء بعضها وأرضها وبحرها ممرًا لعبور قوافل الإمداد للكيان الصهيوني، في الوقت الذي يضرب الصهاينة حصارًا خانقًا على قطاع غزة لتجويع القطاع وإخضاعه، بل من هذه الدول من تساهم مساهمة فعالة في الحصار المخنوق على أهل غزة.

‏وحتى هذا التواطؤ الواقع من هذه الدول لا تجد من هؤلاء الدعاة من ينكره، أو يحذر منه، ويُبيّن حكمه، بل يصمُّون آذانهم عنه، ويُعمون أبصارهم، بل سلك بعضهم مسلك التبرير لهذا التواطؤ، والاعتذار لهذه الجريمة النكراء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

‏فالنكبة التي حلّت بأهل غزة، والقتل والتجويع الذي وقع بهم، سببه تخاذل الدول الإسلامية عن قيامها بالواجب، وتركها ما يجب عليها من النصرة والإعانة، حتى إنَّ مواقف بعض الدول الغربية، كجنوب إفريقيا وغيرها، كانت أشرف وأقوى سعيًا لوقف العدوان من مواقف كثير من الدول الإسلامية.

‏فلا تقل: لماذا أقدمت الفصائل على معركة طوفان الأقصى؟

‏ولكن قل: لماذا تركت الدول الإسلامية الواجب المتعيّن عليها في نصرة أهل غزة، ونجدتهم، لأن الاعتداء لم يقع على أهل غزة وحدهم، بل وقع على جميع المسلمين، فإن المسلمين أمة واحدة، فأهل غزة هم المسلمون، والمسلمون هم أهل غزة، هم جسد واحدٌ، وأمة واحدة، وقضية واحدة، والاعتداء واقعٌ على الجميع، والجهاد منوط بالجميع.

‏عجيب أمر هؤلاء، يُلقون باللائمة على المستضعف المحاصر المخنوق منذ 15 سنة، ممن يُسام سوء العذاب، ويتركون لوم القوي القادر التارك لما يجب عليه!

‏الدول الإسلامية كان يجب عليها ابتداء فك الحصار المضروب على قطاع غزة منذ 15 سنة، فضلًا عن إيجاب إعانتهم في حربهم الآن، وتعيّن نجدتهم لوقف العدوان.
‏فإذا كان فك الحصار واجبًا على الدول الإسلامية قبل نشوب الحرب، كيف وإذ نشبت الحرب واشتد الحصار؟
‏لا شك أن إيجابه بعد نشوب الحرب من باب أولى.

‏لكن بدلًا من قيام الدول بهذا الواجب قبل الحرب وبعدها، ترى كثيرًا يسابق الزمن للتطبيع مع الكيان المحتل الغاصب، ليس على وجه العزة والمنعة والقوة، بل على وجه الخنوع والخضوع والذلة

‏وهذا التنظير الجديد لهؤلاء الدعاة، هو من آثار وإفرازات الدعوة الوطنية والقومية التي أُدخلت على كثير من دعاة المنهج الجديد، وفُرضت عليهم، رغبة ورهبة، خوفًا وطمعًا. فإنها مزقت أوصال الأخوة الإسلامية، وصيّرت الواجبات الشرعية، وتحقيق المقاصد الكلية، محصورًا في حدود الدول، وأهملت رابطة الأخوة الإسلامية، التي هي فوق كل رابطة.

BY خواطر. دينيه📚


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/Aboutk/36554

View MORE
Open in Telegram


خواطر دينيه Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The global forecast for the Asian markets is murky following recent volatility, with crude oil prices providing support in what has been an otherwise tough month. The European markets were down and the U.S. bourses were mixed and flat and the Asian markets figure to split the difference.The TSE finished modestly lower on Friday following losses from the financial shares and property stocks.For the day, the index sank 15.09 points or 0.49 percent to finish at 3,061.35 after trading between 3,057.84 and 3,089.78. Volume was 1.39 billion shares worth 1.30 billion Singapore dollars. There were 285 decliners and 184 gainers.

The SSE was the first modern stock exchange to open in China, with trading commencing in 1990. It has now grown to become the largest stock exchange in Asia and the third-largest in the world by market capitalization, which stood at RMB 50.6 trillion (US$7.8 trillion) as of September 2021. Stocks (both A-shares and B-shares), bonds, funds, and derivatives are traded on the exchange. The SEE has two trading boards, the Main Board and the Science and Technology Innovation Board, the latter more commonly known as the STAR Market. The Main Board mainly hosts large, well-established Chinese companies and lists both A-shares and B-shares.

خواطر دينيه from us


Telegram خواطر. دينيه📚
FROM USA